إسعاد يونس تكتب : سلاطين الدعاة سيجعلونها مصر سابقا
إسعاد يونس ليست مجرد فنانة أو منتجة أفلام لكنها أحد المثقفين القلائل الذين لا يجاملون الإتجاهات الدينية التى طفت على السطح في هذه الأيام مبشرين مصر بالعودة إلى عهد السلاطين والجزية وهي حين تكتب مقالتها التى لم أجد بدا من نقلها هنا كانت تعرض خطابا إسلاميا يمينيا يتسم بالجهل من أوله إلى آخره فدعاة العصر يبشرون مصر بأنها ستتحول من دولة صاحبة سيادة إلى مجرد ولاية تنتظر الإحسان من باقي الولايات العربية ويظنون أنهم بذلك يحرزون نصرا ويبشروننا بخير عظيم
نعود إلى ما كتبته إسعاد يونس لنعرف ما هي الأبعاد الإستراتيجية لتفكير دعاة الجاهلية وأقطاب الدعوة الجديدة
يوم الجمعة ٨ أبريل.. نسب موقع لشبكة إخبارية جملة قالها أحد «الدعاة» على المنصة وهو يخطب فى الناس - ما هو يومها كان فيه كذا منصة وكذا خطبة وكذا خناقة وكذا حد اتشال واترمى من مطرحه - جملة توقفت أمامها وأعدت قراءتها مئات المرات.. وسألت أصحابى اللى كانوا فى الميدان.. أكدولى إنهم سمعوه بودانهم بيقولها.. نسيت كل اللى حاصل يومها وظلت هذه الجملة تنقح على نهايات أعصابى لما جابتلى الننح.. قال وهو بيمنى الناس بالنصر وما سيجنونه بعد النصر والخلاص من الطغاة وتحرير البلاد وإعادة الحرية والكرامة والعدل والتنمية.. إلخ: «لنحلم معا بالولايات المتحدة العربية.. ولن تكون مصر مجرد دولة.. ولكن ولاية من ولايات العرب.. وسيكون هناك رئيس واحد يجمعنا»!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سلطانية القذافي |
■ إيه الوعود البراقة دى؟؟.. إيه الهنا اللى إحنا فيه ده؟؟.. والله تعبنا وشقينا واتفحتنا وجوعنا وصبرنا واتذلينا.. وجانا الفرج جانا.. والحاج أهو جه وهنانا.. ومنانا بالسعد والهنا وناولنا تاج الجزيرة.. السلطانية.. بس أنهى سلطانية.. وأنهى جزيرة؟؟.. وافرحى يا انشراح.. اللى جاى أحلى م اللى راح.. حانبقى ولاية.. يا وليه افهمى.. ولاية.. مش ولايا..
■ هى مين دى اللى ولاية يا عم الحاج؟؟.. مصر ولاية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
■ مصر يا عم الحاج.. شاخدلى بالك.. مصرررررررر.. إيجبت.. تبقى ولاية؟؟؟؟؟.. تترص كده جنب اخواتها ويتوزع عليهم كلهم علم واحد ويكلمهم رئيس واحد وتصرف من شباك الخزينة نصيبها م الميزانية زيها زى الباقى؟؟.. وتتدور عشان تقف على جنب تعد النقدية قبل ما تحطها فى البك؟؟؟.. ولما تحب تحسن من أحوالها تشبكنا الخمسة وتمانين مليون ف ديل جلابيتها وتلفعلها واحد على كتفها وواحد يقعد فوق دماغها وتروح تنقر عالباب طالبة المقابلة.. وتضرب نقطتين جليسرين فى عينيها عشان تصعب عالرئيس اللى وارد إنه يميز بين الولايات ويستحلى ولاية ورورة كده تاخد اللى وراه وقدامه..
■ وحتاخد نصيبها من مصروف البيت طبقا لإيه بقى؟؟.. مساحتها ولاّ عدد سكانها ولاّ أقدميتها ولاّ خفة دمها؟؟..
■ لن تكون مصر مجرد دولة.. مجرد دولة.. ولكن ولاية.. ودى علمها حايكون شكله إيه؟؟.. نفس علمنا ولاّ أخضر وفيه سيفين؟؟.. واسمنا حايتكتب عالعلم ولا فرصة سعيدة؟؟.. ولا المساحة الخضرا حا تحتل كل العلم ويبقى فيه خط زؤنن تحت فيه أيكونات البلاد كلها.. أقصد الولايات كلها.. زى إعلانات الرعاة كده.. ولا ممكن يتصرفلنا علم اخضر، وفى الزاوية التحتانية شمال يتكتب مصر بخط لا يرى..
■ مش بقولكوا تاج الجزيرة..
■ وحاتفضل اسمها مصر برضه ولاّ حاتبقى سابقاً؟؟.. يمكن حاترجع تتسمى الفسطاط مثلاً..
■ والحكم حايبقى جمهورى ولاّ ملكى؟؟.. يعنى نعمل كل الثورة دى عشان نتخلص من نظام التوريث، نقوم نلبّسه إيدين ورجلين زى القميص الكتافى؟؟..
■ وحايبقى جيشنا عامل إزاى بقى؟؟.. حايندمج فى جيوش الولايات التانية ولاّ حايفضل حافظ هويته ومجده وعظمته وتفرده العسكرى والحضارى؟؟..
■ وحايبقى عندنا نشيد جمهورى ولا حنا للضيف.. حنا بالسيف؟؟..
■ والقناة حاتتفتح عالباهلى لكل من هب ودب ولاّ حانتعين بوابين عليها.. وحانفضل كمصريين بنبنى قواعد المجد ولا حانبنى قواعد للأمريكان.. مسموحلنا بالسياحة بتاعتنا ولا حرام.. حانشتغل معاكوا ولا عندكوا..
■ طب حيكون لنا نصيب فى ثروات النفط ولا حانجيب جاز؟؟..
■ ومين اللى قال إن البلاد التانية حاتقبل الانصهار وطمس الهوية والتاريخ ده..
■ بقولك إيه يا عم الحاج.. إنت متأكد إنك كنت عايش معانا فى البلد دى ولا أصله ما عداش على مصر؟؟.. عشت فيها زى ما عشنا ودقت نارها وحلاوتها ولا كنت مسافر فى حتة ولسه راجع بقالك شوية؟؟.. حضرت اللى حضرناه وعشقتها عشقنا وصعبت عليك زينا وكنت مستعد تموت عشان ولادك يستلموها زى ما كانت زمان؟؟.. طب بلاش.. لما بتسافر بتوحشك؟؟.. إيه اللى بيوحشك فيها؟؟.. إنت أصلا فاكر شكلها وهى فى عزها؟؟.. ولا الهارد ديسك بتاعك معبى من الخليج؟؟
■ إحنا فاكرين.. حافضينه صم.. ويوم ما قلبنا يتحسر عليها كان بيبقى عشان لمحنا ف طلعتها خطوط حزن وعجز وقلة حيلة.. مش إحنا اللى رسمناهم.. لكن ناس تانية عمرهم ما عشقوها زينا.. ناس كانوا عاوزين يسوقوها زى النعجة ويحلبوا خيرها ويرموها عليلة وعطشانة..
■ أنتم مش عاوزين تشوفوها أصلاً.. عاوزين تغطوا وشها عشان ماتشوفوش ملامحها وهى بتتوجع.. فاضل خطوة وتغموا عينيها.. ترجع تلف فى الساقية زى الطور.. تجلب خير وتسقى أرض الغُرب.. ويوم ما ترضعوا لبنها ترضعوه على اعتبار إنها بهيمة.. مش أُمّ.
■ يا عم الحاج إنت كنت واقف فى ميدان التحرير بتاع مصر.. المربع اللى كنت واقف عليه يساوى الدنيا وما فيها.. مصر الفرعونية أم الحضارة والتاريخ.. مصر بلد الثقافة والفن والحضارة.. مصر بتاعة شعبها اللى ضحى ومات من أجلها.. مصر الجوامع والكنايس والمعابد.. والنيل والبحار والشواطئ والسياحة والآثار من أربع حضارات.. مصر العلماء والأدباء والمؤرخين والفلاسفة.. مصر الأزهر والبطريركية.. مصر يا با.. يا نهار أزرق..
■ مصر الكلمة اللى ابنها يموت وهى على شفايفه..
■ مصر يا عم الحاج.. ما بتتلفش هدية ويتحط عليها فيونكة.. ما بتتسلمش لحد.. ما تتساواش بحد.. مع احترامنا وتقديرنا وتبجيلنا وتعظيمنا وتفخيمنا لكل حد..
■ إحنا جايزتنا إن بلدنا ترجعلنا بهية وصبية.. دولة عظيمة وقوية ومستقلة، صاحبة عصمتها وقرارها وسياستها، وتاخد وضعها اللى تستحقه على خريطة العالم..
■ أما اللى سيادتك بتمنينا بيه.. فده هو فعلاً السلطانية.. وكلنا فاهمين سلطانية إيه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق