١‏/٤‏/٢٠١١

قصة التحالف السري بين الحاخام اليهودي يونا متزغر والإخوان المسلمين وحزب الله


قصة التحالف السري بين الحاخام اليهودي يونا متزغر والإخوان المسلمين وحزب الله
خومينى مصر الذي جاء به الإخوان ليسرقوا ثورة ميدان التحرير
عندما نقول أن هناك تحالف سري بين الإخوان المسلمين ومرشدهم وبين الحاخام اليهودي يونا متزغر وحزب الله فإننا نعني أن التحالف قد يقفز على الأفراد ويتعداهم ليصبح الحديث عن مرشد الإخوان لا يرتبط بمن من مرشدي الإخوان في مقعد الصدارة اليوم في جماعة الإخوان المسلمين لكن الأمر يتعدي ذلك من حيث كونه تحالفا إسترتيجيا يتبعه مرشد الإخوان أيا كان إسم هذا المرشد وأيا كان الوجه الذي يرتديه أمام الناس
القصة كلها بدأت مع بدايات الإخوان ومع بداية وجود دولة إسرائيل نفسها على أرض الواقع ويكفي أن نتحدث تاريخيا لكي نفهم من يحاول أن يصل إلى الحكم في مصر الآن ولماذا يجد هذا التقبل غير المعهود لحركة إسلامية من المجتمع الدولي للدرجة التى تصبح السي إن إن قناة داعمة ومتبنية للترويج لفكر الإخوان ومستضيف دائم للمتحدثين بإسمهم كما فعلت الخميس الماضي حينما أفردت الكثير من وقتها لتسمح لعصام العريان بالحديث إلى الشعب الأمريكي عبر السي إن إن لأكثر من ساعة كما لو كان برنامج الإخوان الإنتخابي يخص الشعب الأمريكي بأكثر من أهل مصر ولمن يريد التأكد يكفي الرجوع لبرنامج the hard talk  الذي أصبح ممثلا شرعيا ودائما للإخوان المسلمين لدي الغرب بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة


لكن نعود إلى البداية:
العام 1954 ، الحدث تأسيس لجنة خاصة لوضع حل لمشكلة الفلسطينيين داخل إسرائيل تحت مسمى (سلطة تأهيل اللاجئين ) ، الهدف : تفريغ إسرائيل من الفلسطينيين عبر ترحيلهم خارج حدودها أو ما عرف بعد ذلك بسياسية الإبعاد

هل تجد أن الفقرة السابقة لا تعنى شيئا بالنسبة لك فالأمر قد تجاوز تاريخيا أكثر من نصف قرن وفلسطين قد حصلت على فرصتها وهناك فلسطين في غزة وفلسطين في أريحا والأمر لا يخصنا ؟ حسنا قد أوافقك الرأي على أن الأمر لا يخصنا لكن لو تابعت المقال لنهايته لإكتشفت أننا معنيين به بأكثر من الفلسطينيين أنفسهم لأن المخطط قد وضع موضع التنفيذ بتخطيط ودفع إسرائيلي وتنفيذ (حماسي) وتأييد وتسهيل (إخواني) وجهل وغباء من كثير من كتاب السياسة في مصر.

ولأن اليوم هو إبن الأمس وحفيد أول أمس فلابد أن نعرف الأب الشرعي للقصة قبل أن نبحث عن حل أظنه سيكون صعبا في القريب العاجل

عملية يوحنان:
نحن الآن في عام 1951 نراقب عن كثب الإسرائيلي يوسف فايتس الجالس خلف مكتبه البسيط في ليلة شتوية يكتب لسفير إسرائيل في الأرجنتين  يعكوف تسور واصفا له ما استقرت عليه الحكومة الاسرائيلية تحت مسمي (عملية يوحنان ):
إن الغرض الأساسي لهذا الأمر هو ترحيل السكان العرب من إسرائيل إلى الأرجنتين للبقاء بها

إلا أن عملية يوحنان لم يكتب لها النجاح فمن ناحية كان بعد المسافة وبعد العلاقة بين الفلسطينيين والأرجنتين كافيا لإفسادها وهو ما دفع اسرائيل للتفكير بعد ذلك بأماكن تهجير تكون أكثر معقولية وتوقيتات تكون أكثر مناسبة للعمل وأيضا لأن العملية كانت تعتمد على إغراء الفلسطينيين للرحيل لكن اتضح انهم عازفين عن فكرة السفر بعيدا

العملية الليبية:
كان على اسرائيل أن تنتظر حتى عام 1953 حتى تباشر بالعملية الليبية لترحيل الفلسطينيين إلى ليبيا ، وهي في سبيل ذلك بدأت في دفع مبالغ للمستعمرين الإيطاليين في ليبيا لشراء أراضي شاسعة لترحيل الفلسطينيين إليها لكن تكالب المستعمرين على جنى أرباح الموضوع قبل نهايته أدى لإفتضاح الأمر برمته وفشل العملية

مشروع تامير:
مرة اخرى تحاول إسرائيل وهذه المرة في مكان اقرب كثيرا من ليبيا حيث ووفقا لخطة أعدها أبراهام تامير مستشار وزارة الخارجية الاسرائيلية في ذلك الوقت كان الهدف توطين 750 ألف فلسطينى في لبنان على أن يتوسط ديكتاتور رومانيا السابق تشاوشيسكو في الامر لكن العملية فشلت ثانية لأنها كانت تعتمد على قيام المجمتمع الدولى بدفع تكاليف التوطين وهو ما لم يكن المجتمع الدولي على استعداد لتحمله في ذلك الوقت

مشروع سيناء 1955
ربما كان مشروع سيناء هو أذكي مشاريع ترحيل وتوطين الفلسطينيين فقد قام بتسويق العملية هيئة دولية هي الأونروا  لمصر تمنح فيه مصر للأونروا حق اختيار 230 ألف فدان لإقامة مشاريع عليها، فضلاً عن 50 ألف فدان للتطوير الزراعي. وقدر عدد الذين سيستوعبهم "مشروع سيناء" بنحو(214 ألف) شخص
وكان يحيط بالمشروع فكرة ساذجة عن مساعدة الأخوة الفلسطينيين وبداية اوهام العروبة والعروبيين في المنطقة
وكان جمال عبد الناصر يهتم شخصيا بالعملية ويتابعها بنفسه لكنه وجد أنه من الأنسب وقف العمل في المشروع لحين بناء السد العالي حتى يمكن توفير المياه اللازمة لري الاراضي المختارة والحادث بعد ذلك ان مصر اضطرت لدخول حرب طاحنة بسبب السد وتأميم قناة السويس وخرج ناصر من هذه المعركة مشغولا بحسابات واعمال اخري وضعت عملية الاونروا في الادراج الى حين

مشروع ييجال ألون:
إنتهزت اسرائيل فرصة الانهيار العسكري المصري بعد حرب 1967 وقدمت المشروع اللذي اصطلح على تسميته (مشروع بيجال ألون )نسبة لصاحبه  ويقوم على إنكار مسؤولية إسرائيل عن المشكلة الفلسطينية واتهام دول الجوار بأنها السبب وراء إستمرار المشكلة، ودعا آلون في مشروعه إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء سواء قبل المصريون أم لم يقبلوا.
وكان فكرة (قبل المصريون أم لم يقبلوا) غير مستساغة سواء من قبل القيادة المصرية التى لا تسيطر على سيناء او حليفها السوفيتى او الحريصة على تهدئة الاوضاع امريكا


مشروع أرئيل شارون:
لكن مشاريع اسرائيل توضع في الادراج ولا تلقي في سلة المهملات فقد قام اريل شارون في عام 1971 وكان قائد القوات الاسرائيلية في قطاع غزة بتقديم مشروعه اللذي هو نسخة محدثة من المشروع السابق وكان مبرره ان المشروع لا يهدف سوى لتخفيف الكثافة السكانية بقطاع غزة المزدحم لكنه الحق بتقديم المشروع تحرك عملى منه على طريقته الخاصة بشق شوارع في المخيمات الرئيسية في قطاع غزة لتسهيل مرور القوات إلى المخيمات، مما أدى إلى هدم الآلاف من المنازل ونقل أصحابها إلى مخيم كندا داخل الأراضي المصرية، وبعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر رفضت إسرائيل عودة هؤلاء إلى الأراضي الفلسطينية ليصبح مشروع اريل شارون هو حتى اللحظة المشروع الاسرائيلي الاكثر نجاحا واللذي استطاع بالفعل ترحيل عدد كبير من الفلسطينيين فيما يمكن ان نعده بروفة عمل للمشروع الأوسع


وكان من اللافت للنظر ان يثور بين لحظة واخري فكرة اعادة توطين الفلسطينيين في اماكن اخرى وهو ما اثير بالفعل بعد ذلك عام 1993 لتوطينهم في العراق كجماعة سنية تعادل الاكثرية الشيعية في العراق لكن يبدو ان صدام كان يرتاح لشيعة العراق اكثر مما يرتاح لسنة فلسطين كما انه كان اكثر رغبة في احتفاظه بالعراق على حالته التى وجده عليها

ولأن المشاريع الاسرائيلية لا تموت لكنها تصاب فقط بالغيبوبة لبعض الوقت فقد جري طرح الامر مرة اخرى عام 2004 عبر مدير مجلس الأمن القومي الصهيوني "غيورا إيلاند" اللذي  اقترح خطة للتسوية مع الشعب الفلسطيني تتضمن تنازل مصر فيها  عن نحو 600 كيلومتر من أراضيها في سيناء لتوطين اللاجئين الفلسطينيين مقابل 200  كيلومتر من الأراضي الفلسطينية في النقب جنوب فلسطين
وتقضي هذه الخطة بتنازل مصر للفلسطينيين عن أرض محاذية لقطاع غزة مساحتها 600 كيلومتر مربع لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، مما سيسمح بخفض الكثافة السكانية في قطاع غزة، في المقابل إسرائيل لمصر عن مائتي كيلومتر مربع من الأراضي في صحراء النقب في شمال غرب مدينة إيلات لإقامة جيب مصري يمتد عبر نفق يخضع للسيادة المصرية، ويربط بين مصر والأردن وسوق المشروع بإعتباره سيمكن مصر من اعادة انشاء خط السكة الحديد القديم وان العائد الاقتصادي للمشروع اللذي يربط عرب افريقيا بعرب أسيا يستحق العمل من اجله
وحتى يصبح الجميع سعداء فقد قضت الخطة بأن  يحصل الأردن على منفذ على البحر المتوسط عبر النفق البري وميناء غزة، كما يحصل العراق على منفذ بالطريقة ذاتها، تحصل السلطة الفلسطينية على 89% من مساحة الضفة الغربية، فيما يحصل الكيان الصهيوني على مساحة الـ11% المتبقية، والتي تضم كافة التجمعات الاستيطانية

ولأن المشروع قابل معارضة من جميع الجهات فقد طويت صفحته من جديد لكنها كما اتفقنا وضعت داخل الأدراج ولم تلق في سلة المهملات

ولكن الخطة تحتاج لمن يسوقها هذه المرة وكان أفضل من يسوقها شخص يجاهر بأنه أعدى أعداء إسرائيل (لكن حذار فعندما تتعامل مع اسرائيل تحديدا لا تأخذ الناس بأقوالها ولا أفعالها الأولى ولكن عليك ان تأخذ الناس بتبعات أفعالهم )
المسوق الجديد للخطة الاسرائيلية كان السيد حسن نصر الله اللذي هدم لبنان بالصورايخ الاسرائيلية بينما تواري في خندقه حتى اننقشع الدخان ليخرج يجنى ارباحه التى تمثلت في خروجه من الحرب اقوى من الجيش اللبناني وله نواب في الحكومة وتواجد شبه رسمي عند فتح باب التفاوض حول اي شئ يخص المنطقة
الشيخ حسن نصر الله وقف يخطب قريبا في جموعه المعروفة مناديا بمنح الفلسطينيين معبرا دائما دون رقابة عبر الاراضي المصرية وهو ما يكرس لعملية دخول غير محدودة ولا مسيطر عليها من داخل غزة التى تمارس داخليها عمليات طرد اجباري لسكانها على يد حماس واسرائيل وعلى يد الظروف المعيشية التى نشأت بعد انقلاب حماس
ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد وافق خطاب السيد حسن نصر الله دفع من حماس بإتجاه مصر وصل لدفع بلدوزرات حماس لهدم قطاعات في السور الفاصل بين مصر وبين القطاع ودفع بعديد من الفلسطينيين نحو الاراضي المصرية وما تبع تلك الحادثة من مصرع الجندي المصري برصاص حماس على الحدود
ولعله من المفيد ان نذكر انه منذ سنوات قليلة جري تدفق كثيف للفلسطينيين في اتجاه الحدود المصرية بتحريض و اجبار من عناصر حماس ووصل المتدفقون الى العريش المصرية وقضوا بها بعض الوقت قبل ان يتم ترحيلهم باتجاه اراضيهم بعد ذلك وكان الامر اشبه ببروفة عمليات على العملية القادمة
في ذلك الوقت انتقدت جماعة الاخوان بشدة تعامل مصر مع الفلسطينيين العابرين خاصة من حماس التى هي في النهاية الفرع الفلسطينى للتنظيم الام في مصر واللذي تتضح علاقاته بإيران يوما بعد يوم خصوصا وسط احداث القتال السعودي مع الحوثيين وانحياز الاخوان الى جانب الحوثيين المدعومين من ايران
واظن انه ليس خفيا ان الاجندة الايرانية حاليا تقوم بتنفيذها حماس والاخوان وحزب الله كل في مكانه وانظر الى ما حققت حماس لاسرائيل في العام الماضي فقط مما كان من المستحيل تصديقه لولا ان حماس قدمته طواعية فاستقلت بجزء من الارض ومارست الاعتقال والقتل على عناصر السلطة كما مارسته على عناصر الشعب
نعود للموضوع الاصلي وعودة الى الخطة الاسرائيلية الموضوع وقارنها بما يحدث
ولا يجب ان نغفل مادمنا بصدد عرض الخطة الاسرائيلية ما جاء على لسان الحاخام اليهودي «يونا متزغر» اللذي دعا بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة في نقل سكان غزة إلى صحراء سيناء، وقال خلال مقابلة مع صحيفة «ذي جويش نيوز» البريطانية: «يجب نقل الفقراء من سكان غزة إلى بلد جميل وعصري تتوافر فيه القطارات والحافلات والسيارات، كما هو الحال في ولاية أريزونا الأمريكية.. إننا الآن في عصر يمكن فيه بناء مدن في الصحراء، وهذا سيكون حلاً للفقراء؛ إذ سيكون لهم بلدهم، كما سيكون لنا بلدنا، وسنستطيع العيش بسلام
ولاحظ انه كان يقصد ببلده (مصر)
هذا المخطط الاسرائيلي  قد مرّ بعدة مراحل، وقد بدأت ملامحه تظهر وهذه المراحل هي:
المرحلة الأولى:
 بدأت بعد انسحاب الكيان الصهيوني من قطاع غزة وتفكيك (المستوطنات)، الذي جاء كأولى الخطوات التمهيدية للبدء بتنفيذ المخطط تمهيداً لعزل القطاع حيث فرضت اسرائيل  حصاراً خانقاً عليه، متزامناً مع حرب من الجو والبحر والبر
المرحلة الثانية:

 قيام كيانين فلسطينيين منعزلين أرضاً وحكومةً وشعباً؛ فأصبحت الضفة الغربية «فتحاوية»، بينما أصبحت غزة «حمساوية»، ومن هنا تحوَّلت دفَّة الصراع وأُعلِنت حكومتان فلسطينيتان تديران كيانيْن منفصليْن 
المرحلة الرابعة:

 وتمثّل ساعة الصفر حيث خلق واقعاً على الأرض فرض على أهل قطاع غزة أن يكسروا الجدران ويقتحموا الحدود مع مصر؛ مروراً من معبر رفح
و مصر توضع هنا امام تحد صعب وكل خياراته مرة فقطاع من شعبها وهو الاخوان يدعو دائما نحو الفلسطينيين ويتعاطف مع حماس ويعتبر اي مساس بالمتسللين الى داخل مصر كفرا ، ومن ناحية اخرى فدخولهم بالكيفية التى ستجئ بها ساعة الصفر يعطيهم اراضي مصرية من الصعب بعد ذلك ترحيلهم عنها الى ان يحين الوقت اللذي تتدخل فيه الامم المتحدة عبر هيئاتها لاتخاذ قرارات وما ادراك ما قرارات الامم المتحدة
والبديل الثاني اللذي تضعه حماس والاخوان امام مصر هو غلق الحدود ولو بقوة الرصاص وهنا فقد حققوا هدفا اخر عبر حالة من الميوعة السياسية التى تمر بها مصر نتيجة لإمتطاء عدد من نواب مجلس شعبها وكثير من صحفييها مطية العروبة ودفاعهم عن اي شأن عربي ولو على حساب وطنهم الام
بقي أن نذكر في النهاية أن الإخوان عبر تاريخهم كان من الطبيعي أن يسلكوا هذا المسلك القائم دائما على برجماتية سياسية واضحة لا تقيم وزنا للشعارات المعلنة بقدر ما تقيم وزنا للمكاسب الآنية والعاجلة وللحديث بقية حتى نستأصل البقية  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Text Widget

Text Widget