خبير أمنى معروف: الإخوان سوف يستولون على الحكم بالقوة ومبارك قرر منحهم حزبا سياسيا
هذا هو شعار الإخوان |
أكثر من تعامل مع ملف الإخوان في الأجهزة الأمنية هو الخبير الأمنى فؤاد علام الذي عهد له بملف الإخوان في مصر لفترة طويلة من الزمن وحتى بعد خروجه من الخدمة بقى حاضرا بقوة ليقدم إستشاراته للأجهزة المعنية لكن بالطبع بعد أن تورطت أجهزة أمن الدولة في محاولاتها الساذجة للتحالف مع الإخوان لتأمين حصول جمال مبارك على فرصة للوصول لمقعد الرئاسة إختفي فؤاد علام من قائمة المستشارين في الوقت الذي دأبت فيه أجهزة أمن الدولة على بناء تنظيم دينى خاضع لها عرفناه مؤخرا عبر السلفيين الذين حموا مقرات أمن الدولة في مطروح أثناء ثورة 25 يناير وفضلوا عقد جلسات للذكر داخلها بينما ظل الإخوان يمثلون رأس جبل الثلج العائم الذي يأتمر بأمره جميع التيارات الإسلامية التى تعمل حاليا تحت إمرته كبديل لتنظيمه السري العسكري
جزء من العرض العسكري للإخوان الذين يتحدثون الآن عن الدولة المدنية |
فؤاد علام في حوار مع الصحفيتين نهال شكري و سحر زهران تحدث بما يجعلنا جميعا نحبس الأنفاس فماذا قال في حوار خاطف وسط الأحداث الملتهبة:
من الذي قد يقتل فؤاد علام؟
- انه شاب مندفع وتأثر بما يردده الإخوان الجدد ضدي وليس شرطا أن يكون منهم.
- هل يمثل الإخوان حاليا خطورة علي المجتمع خاصة بعد الإفراج عن العديد من رموزهم الدينية ورفع الحظر عن عملهم السياسي؟
أنني علي اعتقادي بخطر الإخوان علي المجتمع حتي الآن ولكن الانقسامات تسود صفوفهم أكثر من الماضي ومع خروج عبد المنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط حاليا وغيرهما فإننا نشهد آثار هذه الانقسامات عليهم والتي تؤدي الي ضعفهم وقد استفادوا من تجاربهم في استخدام العنف ووصلوا الي نتيجة مؤداها أن العنف أضر بهم والاتجاه الغالب اليوم لديهم يتمثل في مساعدة الحكومات والدول وتوسيع قاعدة إنتشارهم في المجتمع حتي يتمكنوا من الوصول الي الحكم دون استخدام العنف.
- متي قد يلجأون للعنف؟
عندما يصلون الي كامل قدرتهم لاختراق القوات المسلحة والشرطة مما يمكنهم من عمل إنقلاب للاستيلاء علي الحكم والحالة الثانية أن تكون الحكومة اتخذت قرارا بإبادة الإخوان المسلمين, وكان الإخوان قد أرجأوا استخدام العنف بقرار من عمر التلمساني مرشدهم العام الذي وجههم لعمل تنظيم سري للخروج من طائلة القانون الي جانب التحايل علي التمويل بعدم الحصول علي الاشتراكات وإنما الحصول علي تبرعات لمجلة الإخوان المسلمين.
وأوضح الخبير الأمني فؤاد علام أن جماعة الإخوان المسلمين إذا استمرت في اعتناقها لفكرها القديم فإنها ستظل تمثل خطورة ولكن إذا استجابت لدعاوي بعض القيادات الشابة للاندماج في الحياة السياسية من خلال حزب سياسي مدني يكون التحول سليما وإنني أعتقد أن الخلاف يتركز في الأيديولوجية التي يودون طرحها والتي لا تتوافق مع الاتجاهات الديمقراطية أو الحريات في العالم.
- ما رأيك في أن يكون للإخوان حزب خاص؟
الأمر ليس بالبساطة التي يبدو عليها لأننا نعلم أن للإخوان أكثر من خطاب ويمكن أن تكون مسألة تأسيس حزب في حقيقتها مناورة يقوم بها الشباب للتعرف علي قدرة الإخوان في الشارع وإذا إطمأن الي هذه القوة فإنهم يعلنون أنه حزبهم أما في حالة نجاحه فإنهم يصفونه بالانفصال عنهم وأن شبابه لا صلة لهم بهم.
- وهل من حق عبود الزمر أن يؤسس حزبا أو يشارك في العمل السياسي.. وهل يعتبر بطلا؟
عبود الزمر غير مؤمن بفكرة الحزبية كذلك والجماعة الإسلامية أو تنظيم الجهاد لا يؤمن بهذه الفكرة وحتي الآن لا يوجد قرار مؤثر, منهم من يرون إن الأحزاب عمل كفر ودعوة الي تفتيت المسلمين, ووفقا لقانون مباشرة الحقوق السياسية الحالي فإن عبود الزمر ممنوع من ممارسة العمل السياسي لأن جريمته جنائية سياسية وما لا يعرفه المجتمع بأن قد حكم عليه بحكمين في قضيتين أحدهما الحكم52 سنة لأنه كان من المخططين لإغتيال الرئيس السادات وعضوا تنظيميا للاستيلاء علي الحكم, أما القضية الثانية فهي قضية تشكيل تنظيم سري وعقوبتها الحبس51 سنة لذلك لم يخرج متأخرا من السجن.
الأيديولوجية القديمة لجماعة الإخوان المسلمين تعتبر الأقباط مواطنين من الدرجة الثانية وتمنعهم من تولي المناصب العليا في الدولة وتفرض عليهم الجزية وكل هذه الأفكار تتعارض مع الديمقراطية واتجاه الليبرالية في العالم, وبالرغم من وجود اتجاه لدي شباب الإخوان للاندماج في حزب لا يقوم علي أساس ديني فإن القيادات غير مقتنعة بذلك مما تسبب في إنقسامات حالية.
-هل ستؤثر الديمقراطية علي تمكين الإخوان؟
الديمقراطية في حقيقتها ضد الإخوان وأن كل الانتخابات التي خاضوها في حالة وجود الديمقراطية فشلوا فيها بينما نجحوا في برلمان2005 بعدد كبير88 مقعدا لعدم وجود الديمقراطية, وما يتخذ الآن من إجراءات ديمقراطية يطمئن الي جانب تصدي العديد من القوي السياسية والأحزاب لهم ويتم الرد علي حجمهم من خلال الإعلام.
-هل تعتقد بأن الإخوان وراء حرق أقسام الشرطة وفتح أبواب السجون في ثورة يناير؟
أستبعد عدم مسئوليتهم من الباب الخلفي عن حرق الأقسام وفتح أبواب السجون وإنني علي قناعة بأن هناك أيادي خبيثة في هذه العملية وبالطبع ليسوا شباب25 يناير لأنهم لا يتمتعون بأي اتجاه للتدمير وقد حرصوا منذ اليوم الأول علي أن تكون ثورتهم سلمية ومما يجعلنا علي ثقة من وجود الأيدي الخفية ما شاهدناه من سرعة وصول المتهمين من حزب الله وحماس الي لبنان وغزة علي الفور, وبالتأكيد فإن هدف الإخوان الرئيسي هو تحييد الشرطة خاصة جهاز مباحث أمن الدولة, لذلك فهم مستمرون في تحريض الشعب ضدهم.
- لماذا يهاجمك الإخوان الآن؟
لم يهاجمني الإخوان منذ عام56 وحتي عام98 ولكن بدأ الهجوم علي منذ أن بدأت في التصدي لهم إعلاميا في عام98 بنشر مقالات صحفية كشفت عوراتهم وسلبياتهم وأسلوب عملهم للمرة الأولي علي الملأ ولم ولن أفصح عن انحرافاتهم الشخصية.
- ولماذا بدأت المجاهرة بالتصدي لهم في عام98 ؟
السر وراء بدء التصدي لجماعة الأخوان علنيا يكمن في إتجاه الدولة في عهد مبارك بالموافقة علي إنشاء حزب ديني لهم وقد سعيت لاحباط هذه الفكرة نظرا لخطورتها واتصلت بالعديد من المسئولين واللواء حسن الألفي وزير الداخلية ولكنه لم يقتنع برأيي, وترجع الخطورة في إقامة هذا الحزب الديني إلي إستهدافه لتفتيت المجتمع وما يترتب عليه من تأسيس أحزاب إسلامية جديدة ومسيحية وبهائية, ولكن التيارات الشبابية للاخوان حاليا يتبرأون من ذلك مما يعد تحايلا لتأسيس الحزب.
معني ذلك أن مبارك كان مؤيدا للإخوان؟
لقد أستخدم الرئيس مبارك الأخوان وأصطنع خلافا معهم لتهديد المجتمع الدولي بهم.
-الاسم الجديد لجهاز أمن الدولة هل يغير من مهامه؟
جهاز أمن الدولة بمسماه الجديد الأمن الوطني سوف يهتم بمكافحة الارهاب وأي تنظيم سري يستهدف قلب نظام الحكم هو عمل إرهابي سواء من الاخوان أو غيرهم, وقد اتهمت أمن الدولة ظلما في موضوع التعذيب لأن عمليات التعديب لا تتم في السجن الحربي وتقدم بها المباحث الجنائية والشرطة العسكرية ولكن حرصت جماعة الأخوان وتنظيم الجهاد علي التحريض بصفة مستمرة ضد أمن الدولة والدليل أن الجيش وأمن الدولة تعاونا معا في ضبط تنظيم الأخوان المسلمين في عام45 وفي عام56 تم إكتشاف تنظيم سيد قطب عن طريق المباحث الجنائية العسكرية وأقنع شمس بدران الرئيس عبدالناصر أن يتولوا التحقيق مع الإخوان المسلمين بينما ساعدت الشرطة العسكرية في عمليات الضبط ولكن التحقيق الرئيسي والاتهامات قامت بها المباحث الجنائية العسكرية في عهد حمزة البسيوني.
-وماذا عن الاعتقال والتعذيب في عهد حبيب العادلي؟
إن سلطة الاعتقال هي بقرار من رئيس الجمهورية ويفوض وزير الداخلية في تنفيذ الاعتقال, وقد حدثت تجاوزات في عهد حبيب العادلي وتحايل علي قرارات الافراج مما أدي إستمرار البعض في السجن لسنوات طويلة.
تم إتهام42 ضابط شرطة بالتعذيب في عهد مبارك وحصلوا علي البراءة ولكن تستطيع القول إنه حدثت تجاوزات وعمليات تعذيب.
-وما هي حقيقة مقتل سعاد حسني وأشرف مروان وإختفاء رضا هلال؟
قضية رضا هلال هي قضية جنائية ولاتوجد أية أدلة عن أنها سياسية, أما سعاد حسني فإنني علي يقين أنها انتحرت وهناك أدلة عديدة لايشوبها الشك تؤكد ذلك, ولكن الأمر يختلف في حالة مقتل أشرف مروان والذي قتلته إسرائيل بسبب مذكراته التي أعلن عن قراره بنشرها وتتناول معلومات خطيرة تمس أمن اسرائيل لذلك أختفت المذكرات بعد قتله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق