لهذه الأسباب الإنترنت هو أكبر ساحة مواجهة للدولة الدينية في مصر
صفحة كلنا خالد سعيد حشدت أخرجت الملايين للشوارع وبدأت ثورة 25 يناير بينما كان الإخوان مازالوا يتعاملون مع النظام |
في اللحظة التى تقرر فيها خوض القتال دفاعا عن مبدأ أو حق فأنت تبدأ بتحديد الجبهة التى ستخوض عليها القتال وبصيغة أخرى فأنت تحاول دائما أن تختار ميدان المعركة وتفرض إختيارك هذا على غريمك في ساحة المعركة
ونحن عندما قررنا أن نخوض معركة لا هوادة فيها ضد دعاة الدولة الدينية كنا ندرك أن هؤلاء لهم مراكز ينطلقون منها تركها لهم نظام حكم مصر لأكثر من نصف قرن من الزمن بل وهيأ لهم سبل التواصل مع البسطاء لأنهم في النهاية كانوا يمثلون ضمانة وجوده
حاليا عندما نقرر خوض هذه المعركة فإن ما ينطبق على كل القوى السياسية ينطبق علينا بالمثل فالشارع ( ونحن لا نقصد هنا المدن والحضر) مسروق منذ البداية لصالح تلك القوى التى تجد وسط البسطاء غنيمتها وجمهورها الذي تستطيع تسييره بخطبة في مسجد أو فتوى من رجل دين في قرية صغيرة تكاد الكهرباء لا تصل إليها
نحن من البداية قررنا أن طاقة التصدي لهؤلاء لن تكون الريف الذي بحكم تكوينه وطبيعة الحياة الراكدة فيه لا يؤثر في مجريات الأحداث إلا كأصوات يجري حشدها على عربات النقل إلى صناديق الإنتخاب لذلك كان إختيارنا الأول هو الطبقة العمالية التى دائما ما حملت لواء الثورة وكانت حلقة وصل بين الإنتلجينسيا السياسية والريف
الطبقة العمالية في مصر دائما ما كانت قادرة على التجاوب مع العصر ومتطلباته بل ووسائله إنطلاقا من طبيعة عملية تسهل التفاعل مع كل جديد لذلك كان دخول هؤلاء إلى عالم الإنترنت الإفتراضي متزامنا مع دخول الإنترنت ذاته إلى مصر وكان ظهورهم على مسرح الأحداث ظاهرا منذ اليوم الأول لثورة ميدان التحرير التى لم نجد خلالها ظهورا للطبقة الريفية إلا فيما ندر
عدنا إلى الإحصائيات والأرقام لكي نتأكد أننا نختار ساحة قتال مناسبة للحشد والتصدي وخرجنا بالإحصاءات التالية:
حاليا ووقت كتابة هذه السطور هناك 23 مليون مستخدم للإنترنت في مصر وهو ما يمثل قفزة نوعية في عدد المستخدمين مقارنة بعدد مستخدمي الإنترنت في مصر عام 2009 والذي لم يتجاوز في تلك الفترة 16.64 مليون مستخدم
يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه عدد مستخدمي الموبايل إلى 7.85 مليون مشترك في ديسمبر 2010 مقابل 4.77 مليون مشترك في نفس الشهر من 2009 وهو ما يعنى أن هناك تضاعفا في العدد على مر العامين الماضيين
ما نخلص به من هذه الحقائق أن الثورة المعلوماتية التى حدثت على أرض مصر وفرت لنا مجال التحرك المناسب لتغيير الوعي الشعبي وممارسة التثقيف الجماهيري المؤثر على الطبقات الفاعلة على أرض الواقع ولا ننسيى أن خلال العقد الماضي وحده تسبب الإنترنت في عدد من الثورات في العالم عبر تويتر في رومانيا وعبر الفيسبوك في تونس ومصر وبدرجة ما في باقي الدول ويكفي أن نؤكد أن ثورة 25 يناير إنطلقت من صفحة على الفيسبوك إسمها خالد سعيد
بالتأكيد ليس معنى ذلك أننا نهمل العمل على الأرض لكننا فقط نتحدث عن مجال من مجالات العمل والدعوة لا يمكن إغفاله ولا يجوز بحال من الأحوال أن يترك لمن يحاولون بناء الدولة الدينية ويخوضون حروبهم على الإنترنت (مثال صفحة كلنا نريد تطبيق الشريعة) ويخوضون معركتهم من بيت إلى بيت بالدعاة في المساجد وبرسلهم من النساء إلى منازل البسطاء وهو ما يجب أن نقوم به أيضا ولكن وفقا لإختيار كيفي وليس كمي للطبقة المستهدفة
0 التعليقات:
إرسال تعليق